أحيانًا أرجع وأتذكر كيف كانت بيئة العمل قبل كم سنة، وكيف كنا نروح المكاتب ونقضي ساعات طويلة في الاجتماعات، وأضحك على التغير الكبير اللي صار. عام 2025 فعلاً غيّر مفهوم “الوظيفة” بالكامل. التكنولوجيا ما صارت مجرد أداة نستخدمها، بل أصبحت هي الأساس في كل شيء يخص العمل.
أول وأوضح تحول هو العمل عن بُعد. بعد التجربة الكبيرة اللي مرت فيها الشركات خلال السنوات الماضية، صار من الطبيعي جدًا أنك تشتغل من البيت، أو حتى من مدينة ثانية. الفرق الآن أن أدوات التواصل تطورت لدرجة تخليك تحس إنك في نفس المكتب مع الفريق. منصات الاجتماعات مثل Zoom وMicrosoft Teams صارت أكثر ذكاءً، فيها ترجمة فورية، وتعرف من اللي يتكلم، وحتى تساعد في تلخيص الاجتماعات تلقائيًا.
الذكاء الاصطناعي أيضًا غيّر شكل الوظائف. كثير من المهام اللي كانت تأخذ ساعات صارت تنجز في دقائق. من كتابة التقارير، إلى تحليل البيانات، إلى الرد على العملاء — كل شيء صار أسرع وأكثر دقة. لكن الجميل إن التقنية ما ألغت دور الإنسان، بل خلتنا نركز على الإبداع والتحليل بدل الأعمال الروتينية. صرنا نشوف مصطلحات جديدة مثل “زميل الذكاء الاصطناعي” في بيئة العمل، واللي يقصدون فيه النظام الذكي اللي يساعد الموظفين يوميًا.
من الناحية الثانية، الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) فتحوا مجالات جديدة تمامًا. صار في مكاتب افتراضية تجمع الناس من دول مختلفة، كل شخص يدخل بتمثيل ثلاثي الأبعاد (Avatar) ويتفاعل مع زملاءه في مساحة رقمية. حتى التدريب صار تفاعلي أكثر — تتعلم وأنت داخل بيئة تحاكي العمل الحقيقي.
وأكثر شيء لاحظته هو كيف صار التوازن بين الحياة والعمل أفضل. تطبيقات الجدولة الذكية تساعدك تنظم وقتك، وتذكرك تأخذ راحة لما تتعب، وحتى تقترح أنشطة لتخفيف التوتر. التكنولوجيا فعلاً صارت تهتم بالإنسان أكثر، مو بس بالإنتاجية.
طبعًا مو كل شيء مثالي. مع هذا التحول الكبير ظهرت تحديات جديدة، مثل أمن البيانات، وضغط التواصل الدائم، وصعوبة الفصل بين الحياة الشخصية والوظيفية. لكن مع الوقت، بدأنا نكتشف كيف نوازن الأمور، وكيف نستخدم التقنية لصالحنا بدون ما نكون عبيد لها.
الخلاصة؟
التكنولوجيا ما بس غيرت طريقة عملنا، غيرت طريقة تفكيرنا في العمل. صار المهم هو النتيجة، مو المكان أو الساعات. وصار الموظف المبدع هو اللي يعرف يستخدم الأدوات الذكية بذكاء.
وأنا أكتب هذا المقال من اللابتوب في أحد المقاهي، أبتسم لأن الشغل ما عاد مرتبط بمكتب ولا بجدران — صار مربوطًا بالإبداع، والمرونة، والتقنية اللي صارت فعلاً جزء من حياتنا اليومية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق